شبهة الاستدلال بجواز الاستشفاع بالنبي برواية الأعرابي الذي رمى نفسه على قبر النبي
يستدل المبتدعةُ بجوازِ الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم بما رُوي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: قدمَ علينا أعرابيٌّ بعدما دفنَّا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بثلاثةِ أيام، فرمى بنفسِه على قبرِ النبي صلى الله عليه وسلم وحثى من ترابه على رأسه، قلتُ فسمعنا قولَك، ووعيتُ عن اللهِ سبحانه فوعينا عنك، وكان فيما أُنزل عليك: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64]، وقد ظَلَمْتُ، وجئتُكَ تستغفر لي، فنودي من القبر: قد غُفِرَ لك([1]).
الرد:
أولًا: هذا خبرٌ باطلٌ مكذوبٌ، فقد أورده المتقي الهندي فقال: «قال ابن السمعاني في الذيل: أنا أبو بكر هبة الله بن الفرج ... » وذَكَرَ القصةَ، ثم قال: قال في([2]): الهيثم بن عدي الطائي متروك.
ثانيًا: وجاء في "لسان الميزان": «قال البخاري: ليس بثقة كان يكذب، وقال الإمام أحمد: كان صاحبَ أخبارٍ وتدليس، وقال أبو نعيم: يوجد في حديثِه المناكير»([3]).
ثالثًا: قال ابن عبد الهادي: «هذا خبرٌ منكرٌ موضوعٌ، وأثرٌ مختلقٌ مصنوعٌ، لا يصلحُ الاعتماد عليه، ولا يحسنُ المصير إليه، وإسناده ظلمات بعضها فوقَ بعض»([4])، فالقصةُ باطلةٌ، لا يصحُ الاحتجاجُ بها في شيءٍ.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.