الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛..
الاشتقاقُ اللغوي:
الحِلْمُ - بكسرِ الحاء - تركُ العجلةِ، هو خلافُ الطيشِ، يُقالُ: حَلِمْتُ عنه، أَحلِمُ فأنَا حليمٌ.
والحلمُ: الأناةُ والعقلُ([1])، والحلم: يأتي بمعنى الصبرِ، لكن في الحلمِ الصفحَ، وَأمنَ المؤاخذةِ، وهوَ ضِدُّ البطشِ وَالسفهِ وَالاستشاطةِ([2]).
الأدلةُ فِي القرآنِ وَالسنةِ:
وردَ اسمُ الحليمِ في عدةِ آياتٍ مِنَ القرآنِ الكريمِ؛ منها قولُه تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 225]، وفي قولِه تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]، وغيرُ.
وفي السنةِ وردَ منْ حديثِ ابنِ عباس - رضيَ اللهُ عنهما - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - كانَ يقولُ عِنْدَ الكربِ: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ))([3]).
المعنى فِي حَقِّ اللهِ تعالى:
اشتملَ اسمُ الحليمِ على المعاني التالية:
اشتملَ اسمُ الحليمِ على المعاني التالية:
1- الحليمُ: هوَ الذي لا يعجلُ على عبادِه بعقوبتِهم على ذنوبِهم، بلْ يؤخرُ ذلك مع قدرتِه عليهم([4]) لعلهم يتوبون إليه ويرجعون.
2- أنَّ اللهَ سبحانه ذو صفحٍ وأناة، ويُسمى حليمًا ووُصفِ بأنه حليمٌ لأنه يصفحُ مع القدرةِ([5])، وهذا أكملُ ما يكون؛ لأنَّ من يصفحُ مع العجزِ لا يُسمى وَلا يُوصفُ بأنه حليمٌ.
3- أن حلمَه تعالى كاملٌ، وقدْ وَسِعَ حلمُه أهلَ الكفرِ وَالعصيان، ومنعَ عقوبتَه أنْ تحلَّ بأهلِ الظلمِ عاجلًا([6]).
الهوامش:
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.