الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛.. فصفةٌ ذاتيةٌ خبريةٌ ثابتةٌ للهِ عز وجل بالكتابِ والسُّنةِ، والمتكبرُ مِنْ أسماءِ اللهِ تعالى؛ والأدلةُ عليها ما يلي:
أولًا ـ الأدلةُ مِنَ القرآنِ الكريمِ:
قالَ تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجاثية: 37].
وقالَ تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: 23].
ثانيًا ـ الأدلةُ مِنَ السنةِ:
1- عَنْ أبي سعيد، وأبي هريرة - رضيَ اللهُ عنهما - قالا: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((العزُّ إزارُه، والكبرياءُ رداؤُه، فمنْ ينازِعُنِي عذبتُه))([1]).
2- وعنْ عبدِ اللهِ بن قيس عنْ أبيه، عَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((جنتان مِنْ فضةٍ، آنيتُهما ومَا فيهما، وجنتان مِنْ ذَهَبٍ آنيتُهما وما فيهما، ومَا بينَ القومِ وبينَ أن ينظروا إلى ربِّهم إلَّا رداءُ الكبرياءِ على وجهِه في جنةِ عدن))([2]).
3- وعنْ ابنِ عمرَ - رضيَ اللهُ عنهما – (أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قرأَ هذه الآيةَ ذاتَ يومٍ على المنبرِ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَه وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ هكذا بيدِه يحركُها، يُقْبِلُ بها ويُدْبِرُ، يحمدُ الربُّ نفسَه: "أنا الجبارُ، أنا المتكبرُ، أنا الملكُ، أنا العزيزُ، أنا الكريمُ"، فرَجَفَ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم المنبرُ حتَّى قُلْنَا لَيَخِرَّنَّ بِهِ)([3]).
4- وعنْ عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قالَ: ((قمتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقامَ فقرأَ سورةَ البقرةِ، لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلا وقفَ فسألَ، ولا يمرُّ بآيةِ عذابٍ إلا وقفَ فتعوذَ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ بقدرِ قيامِه يقولُ في ركوعِه: سبحانَ ذي الجبروتِ والملكوتِ والكبرياءِ والعظمةِ، ثُمَّ سجدَ بقدرِ قيامِه، ثُمَّ قالَ في سجودِه مثلَ ذلكَ، ثُمَّ قامَ بآل عمران، ثُمَّ قرأَ سورةً سورة))([4]).
5- وعنْ فضالة بن عبيد عنْ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ، فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ، وَثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ اللَّهَ عز وجل رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ، وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ))([5]).
([2]) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}، (7444)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات المؤمنين ربهم عز وجل، (180).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.