1- قراءة آية الكرسي: لما أخرج ابن حبان: حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني ابن أبي بن كعب، أن أباه أخبره، أنه كان لهم جرين فيه تمر، وكان مما يتعاهده فيجده ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم، قال: فسلمت فرد السلام، فقلت: ما أنت، جن أم إنس؟، فقال: جن، فقلت: ناولني يدك، فإذا يد كلب وشعر كلب، فقلت: هكذا خلق الجن، فقال: لقد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني، فقلت: ما يحملك على ما صنعت؟، قال: بلغني أنك رجل تحب الصدقة، فأحببت أن أصيب من طعامك، قلت: فما الذي يحرزنا منكم؟، فقال: هذه الآية، آية الكرسي، قال: فتركته. وغدا أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق الخبيث "[1].
وعند النسائي في عمل اليوم والليلة [2]، والحاكم [3] من طريق حرب بن شداد، قال: حدثني يحي بن أبي كثير، قال: حدثنا الحضرمي بن لاحق التميمي، قال: حدثني محمد بن أبي بن كعب، قال: "كان لجدي جرن من تمر فجعل يجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال: من أنت؟ أجن أم إنس؟ قال: لا بل جن، قال: أعطني يدك، فإذا يد كلب وشعر كلب، قال: هكذا خلق الجن، قال: قد علمت الجن، ما فيهم رجل أشد مني، قال: ما شأنك؟ قال أنبئت أنك رجل تحب الصدقة، فأحببنا أن نصيب من طعامك، قال: ما يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255] إذ قلتها حين تصبح أجرت منا إلى أن تمسي، وإذا قلتها حين تمسي أجرت منا إلى أن تصبح، فغدا أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبره قال: "صدق الخبيث".
2-ومنها قراءة آخر آيتين من سورة البقرة: في المساء حسبُ؛ لما أخرج الشيخان من غير وجه عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه"[4].
قال عبد الرحمن: فلقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فسألته فحدثنيه.
3- ما روى مسلم من طريق إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا إله إلا الله، وحده لا شريك له" قال: أراه قال فيهن: "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر" وإذا أصبح قال ذلك أيضا: "أصبحنا وأصبح الملك لله "[5].
4-سيد الاستغفار، وهو ما أخرجه البخاري من طريق الحسين - ابن ذكوان المعلم - حدثنا عبد الله بن بريدة، قال: حدثني بشير بن كعب العدوي، قال: حدثني شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"، قال: "ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة"[6].
5- ما أخرجه الترمذي في جامعه من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات، فيضره شيء"، وكان أبان، قد أصابه طرف فالج، فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره[7]. وقال عقبه: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
6-ما أخرجه أحمد من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، قال: سمعت عمرو بن عاصم، يحدث، أنه سمع أبا هريرة، يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أبا بكر، قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت. قال: "قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة .. "أو قال: "اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك"[8].
وضبط شركه "بكسر فسكون،" وضبط بفتحات: أي حبائل الشيطان ومصائده واحدها: شركة، قاله في النهاية[9]. وسألت شيخنا الإمام ابن باز فقال: الضبط الأول أظهر.
7- ما رواه أحمد من طريق: شعبة، عن أبي عقيل، قاضي واسط، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، قال: مر رجل في مسجد حمص، فقالوا: هذا خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقمت إليه، فقلت: حدثني حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة"[10].
8-ما أخرجه أحمد من حديث عبد الرحمن بن أبزى - رضي الله عنه - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أصبح، وإذا أمسى: أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما، وما كان من المشركين"[11]
الهوامش:
[1] صحيح ابن حبان(784)، وإسناده لا بأس به، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة(7/108) حديث (109) من طريق العباس بن الويد بن مزيد، عن أبيه الوليد، عن الأوزاعي، به، وأخرجه البغوي في شرح السنة(1197) من طريق أبي أيوب الدمشقي عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي به، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة(960)، وأخرجه أبو يعلي في مسنده الكبير كما في النكت الظراف(1/38)، وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة(2/765).
[2] عمل اليوم والليلة(960).
[3] المستدرك(2064).
[4] البخاري(4008)، ومسلم(808).
[5] مسلم(2723).
[6] البخاري(6306)، وبوب عليه: باب أفضل الاستغفار، وهو كاشف لمعنى سيد الاستغفار، وكتاب البخاري أعظم كتب الإسلام بعد كتاب الله، فلله دره ورحمه الله.
[7] جامع الترمذي(3388).
[8] مسند أحمد(7961)، وأخرجه الطيالسي(9)و(2582)، والدارمي(2689)، والبخاري في الأدب المفرد(1202)، وفي خلق أفعال العباد(139)و(584)، والترمذي(3392)، والنسائي في عمل اليوم والليلة(795)، وابن حبان(962)، وغيرهم، من طرق عن شعبة، به، قال الترمذي:" حسن صحيح" والحديث له شواهد.
[9] ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر(2/467).
[10] مسند الإمام أحمد (18967). وأخرجه أبو داود (5072)، والنسائي في الكبرى (9832) وهو في عمل اليوم والليلة (4) والطبراني في الدعاء (302)، والبيهقي في الدعوات الكبير (28)، والبغوي في شرح السنة (1324).
[11] مسند أحمد(15360)، وأخرجه النسائي في الكبرى(9831)، وفي عمل اليوم والليلة.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.