الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ من الأذكار التي أحدثها أربابُ الطرق الصوفية الذكر بلفظ "آه"، وزعم بعضُهم أنه الاسم الأعظم؛ وما من ريب أن الذكر بهذا اللفظ ليس له أصل في الشرع المطهر، ولم يرِدْ في الكتاب ولا في السنة أنه اسم من أسماء الله تعالى، فضلًا أن يكون الاسم الأعظم.
قال الشيخ علي محفوظ - رحمه الله - في معرض كلامه عن الذكر المحرف عند الصوفية، قال: (وقالوا: "يجوز الذكر بلفظ "آه" لما رود أنه الاسم الأعظم"!! ونقول لهم: لم يثبتْ من طريقٍ صحيحٍ أنه اسمٌ من أسمائِه تعالى، وقد علمتَ أن أسماءَه تعالى توقيفية، فلا يجوزُ الذكرُ به، وما قيلَ في بعضِ الحواشي من أنه الاسمُ الأعظمُ لا سندَ له، وما رُوي من أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم زارَ مريضًا كان يئنُ، وأن أصحابَه صلى الله عليه وسلم نهوه عن الأنينِ، وأنه صلى الله عليه وسلم قال لهم: ((دعوه يئنُّ فإنَّه يذكرُ اسمًا من أسمائِه تعالى))، لم يرِدْ في حديثٍ صحيحٍ ولا حسنٍ كما قرَّره الثقاتُ)([1]).
وقد أفتى الشيخُ محمد أبو الفضل - شيخ الجامع الأزهر - في هذه المسألة، فقال - رحمه الله - ما نصه: (أن هذا اللفظ المسئول عنه "آه" بفتح الهمزة وسكون الهاء، ليس من الكلمات العربيةِ في شيءٍ، بل هو لفظٌ مهملٌ لا معنى له مطلقًا، وإن كان بالمدِّ فهو إنما يدلُّ في اللغةِ العربيةِ على التوجعِ، وليس من أسماء الذوات، فضلًا أن يكون اسمًا من أسماءِ اللهِ الحسنى التي أُمِرْنَا أن ندعوه بها ...).
إلى أن قال - رحمه الله -: (... ولا يجوز لنا التعبدُ بشيءٍ لم يردْ الشرعُ بجوازِ التعبدِ به، وفي الصحيحِ عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)))([2]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.