تبريرُ الغلوِّ في النبيِّ صلى الله عليه وسلم بدافعِ المحبةِ وَالتقديرِ
يستدلُّ المبتدعةُ بتبريرِ الغلوِّ الواقعِ منهم، بأنَّ دافعَه المحبةُ وَالتقديرُ، وَرَميُهم منْ ينكرُ ذلكَ الغلوَّ بالتنقيصِ منْ قَدْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وَالصالحين([1]).
الرد:
أولًا: ما أكثر ما تبرزُ هذه الدعوى في تبريرِ ما همْ فيه منْ مخالفاتٍ ظاهرةٍ، قدْ تصلُ إلى الشركِ باللهِ تعالى، وَلكن ليستْ العبرةَ بمثلِ تلكَ الدعاوى وَالتهجماتِ، وَليسَ الدينُ يُؤخذُ بالعواطفِ وَالآراءِ المحضةِ، وإنما قَدْ تَرَكَنَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بيضاءَ نقيةٍ، أمرنا بالردِّ إليها عندَ التنازعِ؛ كمَا قَالَ تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].
ثانيًا: أهلُ السنَّة لا ينكرونَ مَا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم منْ فضائل جعلَها اللهُ تعالى له، فهو سيدُ ولدِ آدم، وهوَ أولُ شفيعٍ وَأولُ مُشَفَّع، وَهوَ الذي يستفتحُ بابَ الجنةِ، فهذا بابٌ لا يُنَازِعُ فيه أحدٌ منْ أهلِ السنةِ، ولا ينبغي أنْ تُجعلَ المنازعةُ فيه لتُصْرَفَ الأنظارُ إليه.
ثالثًا: الذي ينكره أهلُ السُّنةِ وَالجماعةِ هوَ الغلو الذي مَا كانَ صلى الله عليه وسلم يرتضيه وَلا يحبُّه، بلْ قَدْ جاءَ بسدِّ كلِّ بابٍ يُفضِي إليه، فيجبُ أن يوقفَ الكلامُ عنده، وَيُوزَنَ بميزانِ الشرعِ، وَأنْ لا يزاحم بما ليسَ منه أصلًا، وَلا من معناه، ليرى المخالف أنه مستمسكٌ ببقيةِ حُجَّةٍ.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.