الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ..وبعد، تعريفُ العلاجِ البراني: "البرانا" يعبرُ بها باللغةِ الهنديةِ عنْ مفهومِ الطاقةِ، ويقابلُه "تشي" باللغةِ الصينية، "وكي" باللغةِ اليابانية، وقدْ وردَ لفظُ "البرانا" في النصوصِ المقدسةِ، حيثُ أشارَ منهجُ "السواترا" الهندوسي إلى البرانا باعتبارها الطاقة الأكمل والأشمل([1]).
وَالعلاجُ البراني أو البرانيك هيلينغ (Pranic healing)، هوَ أحدُ أنواعِ العلاجِ القديمةِ، وَالمتوارثة عن ثقافاتِ شَرْقِ آسيا، حيثُ يقومُ المعالجُ بتوجيهِ ما يُسمى البرانا أي – الطاقة - عن طريقِ يديه إلى جسمِ المريضِ البوبلازمي([2]) - أو الطاقي غير المرئي -، وَذلك لمعالجةِ الأمراضِ التي يعاني منها المريضُ في الجسمِ المادي، وَيُطْلَقُ عليه العلاجُ الإعجازي، أوْ المعالجةُ الخارقةُ([3]).
ومنْ خلالِ هذا المعنى التشابهُ بينَ العلاج البراني والريكي منْ حيثُ المعنى؛ إذ أنَّ كليهما يعتمدُ في المعالجةِ على استخدامِ - مَا يُسمى - الطاقة وتوجيهها إلى المريضِ، إلا أنَّ الاختلافَ بينهما ظهرَ مِنْ حيثُ الاشتقاقِ اللفظي؛ نتيجةً لاختلافِ اللغاتِ بينَ المُنَظِّرِينَ لهذين النوعين مِنَ العلاجِ، فهناك تشابهٌ بينهما من المعنى وَفِي الوسائل وَآلياتِ التطبيقِ، سنتعرفُ عليها لاحقًا - بإذنِ اللهِ -.
نسبتُه: نُسِبَ العلاجُ البراني بشكلِه الحديثِ إلى أَحَدِ المعاصرين، وَيُدعى "تشو كوك سوي"، وهوَ فلبيني مِنْ أصولٍ دينية صينية، له عددٌ مِنَ المؤلفاتِ التي تعنى بشرحِ وَتفصيلِ العلاجِ البراني، كَمَا قَدَّمَ عددًا مِنَ الأنشطةِ التدريبيةِ وَالتعليميةِ المتعلقةِ بالعلاجِ البراني، وإليه يُنْسَبُ تأسيسُ عَدَدٍ مِنَ المراكز وَالمعاهد حولَ العالمِ؛ منها: (معهد العلوم الروحية، المؤسسة العالمية للعلاج البراني، مركز الأرهاتيك يوغا)([4]).
اعتنى: "تشو كوك سوي" في فترةِ شبابِه بما يُسمى "الإيزوتيريك"، ليزعمَ بعدَها التمتع بقدراتٍ خارقةٍ أَهَلَتْهُ لإدراكِ العلاجِ البراني، والتلقي عنْ معملِه "لي لنغ" الكثيرَ مِنَ التعاليم حولَ العلاجِ البراني، على الرغم مِنْ أنَّه - أي معلمه - قَ ْتُوفي قبلَ ولادةِ "تشوكوك" بمئاتِ السنين!!
وَينسبُ "تشو كوك" الفضلَ في معرفتِه للعلاجِ البراني إلى معلمِه "لي لنغ" بالإضافةِ إلى التجارب الاستبصاريةِ([5]) التي قامَ بها هوَ وزملاؤُه([6]).
([2]) يعتقد المنظرون لهذه الأنواع من العلاج بأن للإنسان جسم مرئي وهو المعروف، وآخر غير المرئي يبدأ المرض من خلاله وهو المقصود في العلاج، ويطلق عليه "الجسم البيولازمي"، أي الأثيري، وهو متطابق مع الجسم المادي، إلا أنه يتكون من مادة غير مرئية، بِحَسْبِ مزاعمِهم، انظر: معجزات الشفاء البراني، تشكو كوك سوي، ص(26).
([4]) ويعبر به عن دراسة الغيبيات، ويعرف بـ "التعاليم الخفية المنحدرة في طائفة ممدودة"، المعجم الفلسفي، مراد وهبة، ص(201).
([5]) وهي أحد أشكال ما يُسمى "الإدراك الحسي الخارق"، ويعد الاستبصار من الطرق الباطنية التي تهدف إلى إيجاد معرفة متكاملة عن الوجود والكون والحياة عن طريق التلقي المباشر من مصدر المعرفة، وهو الإله عند من يؤمن بإله أو القوة الخفية والغيبية عند الملحدين والفلاسفة؛ انظر: أصول الإيمان بالغيب وآثاره، فوز كردي، ص(169).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.