الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛..
الهوامش:
([6]) رواه عدد من أهل السنة في مصنفاتهم من عدة طرق عن أكثر من صحابي، وممن خرجه ابنُ أبي عاصم في السنة، ص(397) (1/275)، وح (475)، (456)، وح (477)، و(478)، ح(479) (1/325-327)، وفي (الآحاد والمثاني) (2585) (5/8)، وابن خزيمة في التوحيد (318) (319) (320) (321)، وغيرها (2/533-547)، والدارمي في السنن، باب: في رؤية الربِّ تعالى في الروم (2149) (2/170)، والحاكم في المستدرك (1/520)، وغيرهم، قالَ ابنُ عبد البر في التمهيد (24/325): (قال أبو عمر: قولُه في هذا الحديثِ "رأيتُ ربِّي": معناه عندَ أهلِ العلمِ فِي منامِه واللهُ أعلم)=
=وقد صحح هذا الحديثَ الشيخُ الألباني في "ظلال الجنة في تخريج السنة"، ينظر: ص(188-189)، ولاشَكَّ أن هذه الرؤية كانت في المنام، وقد وقعت برؤيا في المنام، وكانت هذه الحادثة في المدينة، كما رواها معاذ بن جبل - رضيَ اللهُ عنه وأرضاه -، وهي غير حادثة الإسراء التي وقعت في مكة، وما جرى فيها من أحداث على الحقيقة.
ورؤيةُ اللهِ في المنام غير مستحيلة، وهي ممكنة على حسب عمل الرائي، يقول ابنُ تيمية في الفتاوى، (3/390): (وقد يرى المؤمنُ رَبَّهُ في المنامِ في صورٍ متنوعةٍ على قَدْرِ إيمانِه ويقينِه، فإذا كانَ إيمانُه صحيحًا لَمْ يَرَهُ إلا في صورةٍ حسنة، وإذا كانَ في إيمانِه نقصٌ رأى ما يُشْبِهُ إيمانَه)، فإذا كانَ المؤمنُ يُمَكَّنُ مِنْ رؤيةِ الربِّ - تبارك وتعالى - فالنبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - أكمل البشر على الإطلاق أولى بذلك، وقد وصفَ النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - الربَّ - عَزَّ وَجَلَّ - في هذا الحديثِ بلفظ "أحسن"، وهو البالغ في الحسن والجمال، فلا يوجد شيء أجمل منه ولا أحسن.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.