يقول مدير المعهد الشرعي الأول في مدينة حلب الشيخ محمود الحوت أحد أقطاب الصوفية المعاصرين كما هو موثق صوتاً: إن فرعون مؤمن مسلم.
والحقيقة أن هذه العقيدة للشيخ محمود الحوت في فرعون ليست بدعاً من القول عند الصوفية ، فقد قررها قبله قطبهم الحسين بن منصور الحلاج ، وإمامهم ومحي دينهم الأكبر ابن عربي وكثيرون ممن جاؤوا بعده ، ولكي لا يقال إننا نَتَقوّل عليهم ، إليكم أولاً هذا المقطع الصوتي للشيخ محمود الحوت يصرح بذلك تفضل بالضغط هنا.
ولكي يتضح الكلام هذا تفريغ للمقطع الصوتي كتابة ، حيث يقول محمود الحوت: ((ورد لي من طالب من معهدكم ، من معهدنا في الكلتاوية ...... يقول: إن في منهاجكم تحاولون اقناع الطلاب أن فرعون في الجنة ......... القضية يا شباب ...... فرعون أولاً يجب أن نعلم جميعاً أن فرعون آمن وأسلمبنص القرآن الكريم قال: {فلما أدركه الغرق قال آمنت ....} ـ ملاحظه قرأ الشيخ محمود الحوت الآية بشكل خطأ ، وصوابها ـ : {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (يونس:90) أما قُبل إيمانه أم ما يقبل هذا بحث آخر متروك لله عز وجل ، لا أحد يحكم ويقطع بأن فرعون في النار ...... شو بقول بالأحاديث: ((تارك الصلاة مع فرعون)) ليس المراد فرعون فرعون موسى لأنه في فراعنة كثيرة ، الفراعنة ما في أكثر منهم من ذاك الوقت إلى زماننا هذا ، في كل إنسان في نفس فرعونية ، الفراعنة كثر ، الفراعنة أسر طويلة عديدة جاءت على مدى مئات من السنين ، المراد أن نقد قضية مُسَلم فيها هي أن فرعون آمن وأسلم بنص القرآن الكريم ، ولكن هل قبل إيمانه أم لم يقبل هذا راجع إلى الله ، قال الآية الكريمة تقول: {أالْآنَ وَقَدْ .....} ـ ملاحظه قرأ الشيخ محمود الحوت هذه الآية أيضاً بشكل خطأ حيث قال: {عصيت ((من)) قبل} وصوابها ـ {أالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (يونس:91) قال معنى هذا الكلام الله عما قول له لهلق أنت ضيعت عمرك ضيعت حياتك ستمائة عام صار لك ملك على مصر أربعمائة عام ملك وستمائة عام عشت عمر طويل عديد ، ما آمنت إلا في هذه اللحظة ..... ثم أعاد الآية بشكل خطأ أيضاً { أالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ ((من)) قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} (يونس:92) ما في بالقرآن الكريم نص على أن فرعون في جهنم أبداً ، فرعون حسب الظاهر لفظ الإيمان ولفظ كلمة الإسلام ، فهل قبل إيمانه أم لم يقبل هذا متروك لله عز وجل
قال: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر .؟ الله ما بيقبل التوبة إذا ما بقي غير نفس واحد فقط فهذا لا يقبل توبته أما هو يقول ـ ثم أعاد الشيخ محمود الحوت الآية بشكل خطأ ـ {فلما أدركه الغرق ـ في عدة أنفاس ـ قال آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .........
فلا تقول أن الشيخ قال أن فرعون دخل الجنة ........
وهذا كلام محي دينهم ابن عربي في إيمان فرعون من "الفتوحات المكية" قال: ((فقبضَ ـ أي الله سبحانه وتعالى ـ فرعونَ ولم يُؤخر في أجله في حال إيمانه لئلا يرجع إلى ما كان عليه من الدعوى ...... فلم يكن عذابه أكثر من غم الماء الأجاج وقبضه على أحسن صفة هذا ما يعطي ظاهر اللفظ وهذا معنى قوله {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى})). اهـ
الفتوحات المكية (3 ـ 408)
وقال أيضاً ((ثم إن الله صدقه في إيمانه بقوله {آلآن وقد عصيت قبل} فدل على إخلاصه في إيمانه ولو لم يكن مخلصاً لقال فيه تعالى كما قال في الأعراب الذين قالوا آمنا {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} فقد شهد الله لفرعون بالإيمان وما كان الله ليشهد لأحد بالصدق في توحيده إلا ويجازيه به)). اهـ
الفتوحات المكية (4 ـ72)
وهذه وثيقة من كتاب الحسين بن منصور الحلاج يمجد فيها فرعون.
وللرد على هذا الضلال تفضل وحمل كتاب "حجة المؤمن على من اعتقد أن فرعون مؤمن" بالضغط هنا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.