إن العقيدة الإسلامية ذات مصادر صحيحة وموثوقة، فدين الإسلام سواءً كان عقيدة أم شريعة هو الدين الوحيد الذي ظل محفوظ المصادر، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: 9].
ومصادر العقيدة الإسلامية هما: (القرآن الكريم) و(السنة النبوية الصحيحة).
أولًا: القرآن الكريم:
المسلم يتقلى عقيدته من هذا القرآن الكريم، فهو حبل الله المتين، من تمسك به نجا، ومن أعرض عنه ضل وشقى، قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[طه: 123 - 126].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ضمن الله لمن اتبع القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم تلا:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى})[1].
والقرآن الكريم هو البيان الشافي للعقيدة الإسلامية وذلك لعدة أمور منها:
فهذا دليل عقلي على إثبات البعث، وذلك بقياس الإعادة على البدء، فإن منكري البعث يعترفون بأن الله تعالى هو الذي خلقهم وأنشأهم النشأة الأولى، فالنشأة الأخرى (البعث) التي أنكروها نظير النشأة الأولى التي أقروا بها.
- حوى القرآن الكريم الرد على كل مخالف للعقيدة الصحيحة قال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33].
وقد بين السلف الصالح رحمهم الله تعالى من خلال هذه الآية أن القرآن العظيم حجة على كل مخالف، ورد على كل مبتدع.
ثانيًا: السنة النبوية الصحيحة:
فيجب التصديق والانقياد والاتباع لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[الحشر: 7].
وقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: 3، 4].
وقد بين صلى الله عليه وسلم أمور العقيدة أحسن بيان، فإنه أعلم الناس
بدين الله تعالى، وأفصحهم وأتمهم بيانًا، وأنصحهم وأكملهم رحمة وإشفاقًا على أمته، وقال صلى الله عليه وسلم: (تركتكم على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)[2]، فلم يترك صلى الله عليه وسلم شيئًا من أمور الدين عقائده وشرائعه إلا بينه وبلغه على أكمل حال وأتمه. الهوامش:[1] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 13/371، برقم 35926.
[2] رواه أحمد، مسند الشاميين، حديث العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (17142).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.