الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ شبهةُ تقريرهم أن مشركي العرب والأممِ السابقةِ لهم كانوا مشركين مع الله تعالى غيرَه في الخلق والملك والتدبير، ولم يكونوا يقرُّون له تعالى بوحدانيته في الربوبية.
الرد:
أولًا: أن دافعَ هذا التقريرِ منهم أن يَخْرُجوا به من لازمِ أن العبادةَ يكون الشركُ فيها - وكذلك (لا إله إلا الله) تكون المخالفة فيها - من غير اعتقاد الربوبية في غيرِ الله تعالى، فتعريفهم للعبادة أنها اعتقادُ الربوبيةِ في المعبود، وكذلك قولهم في معنى (لا إله إلا الله)، بأنه انفرادُ اللهِ تعالى بالخلق والاستقلال بالفعل، لا يسلمُ لهم إلا بهذا الذي قرروه في شرك المشركين.
ثانيًا: إن هذا مخالفٌ لدلائلِ الكتاب والسُنة، والواقع الذي كان عليه المشركون من إقرارهم بوحدانيةِ الله تعالى في الخلق والملك، وأن عبادتَهم لآلهتهم إنما كانت طلبًا لشفاعتهم عند الله سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى عنهم: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3].
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.