شبهة أن اختيار 12 من ربيع ليس تخصيصا له بل زيادة تعبد وشكر! واستدل بصيام النبي صلى الله عليه وسلم بصوم يوم الاثنين!
الـــــجــــــواب:
ما أبعد هذا الدليل عن وجه الاستدلال ! ففي أي لغة يسمى الصوم احتفالا ؟! ثم هو صلى الله عليه وسلم كان يصوم كل اثنين، وليس يوما في السنة، وعلل بعلتين لا بعلة واحدة، حيث قال: " فيه ولدت وفيه أنزل علي"[1].
فتقرب إلى ربه بصوم هذا اليوم شكرا له على عظيم نعمه، وأما الاحتفال ففي ليلة في السنة، سواء صادفت يوم الاثنين أم لا!! مع أن هذه الليلة مختلف فيها بإجماع العلماء!! ثم إن خير القرون وتابعيهم لم يفهموا من هذا الدليل ما فهمه هؤلاء، وهذا يدل على فساد استدلالهم.
قال الشاطبي – في معرض الكلام عن الاستدلال بالأدلة –: " لو كان دليلاً عليه؛ لم يعزب عن فهم الصحابة والتابعين ثم يفهمه هؤلاء، فعمل الأولين كيف كان مصادماً لمقتضى هذا المفهوم ومعارِض له، ولو كان ترك العمل.
فما عمل به المتأخرون من هذا القسم مخالف لإجماعِ الأولين، وكل من خالف الإجماع؛ فهو مخطئ، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالةٍ، فما كانوا عليه من فعلٍ أو تركٍ؛ فهو السنة والأمر المعتبر، وهو الهدى، وليس ثم إلاَ صواب أو خطأ فكل من خالف السلف الأولين؛ فهو على خط، وهذا كافٍ … ومن هنالك لم يسمع أهل السنة دعوى الرافضة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي أنه الخليفة بعده؛ لأن عمل كافة الصحابة على خلافه دليل على بطلانه أو عدمِ اعتباره؛ لأن الصحابة لا تجتمع على خطأ.
وكثيراً ما تجد أهل البدعِ والضلالة يستدلون بالكتاب والسنة؛ يحملونهما مذاهبهم، ويغبرون بمشتبهاتهما على العامة، ويظَنون أنهم على شيء "[2]
وقال: " فلهذا كله؛ يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به؛ فهو أحرى بالصواب، وأقوم في العلم والعمل "[3]
وقال الحافظ ابن عبد الهادي: " ولا يجوز إحداث تأويل في آيةٍ أو سنةٍ لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بينوه للأمة؛ فإن هذا يتضمن أنهم جهِلوا الحق في هذا، وضلوا عنه، واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر "[4]
فمن فهم جواز الاحتفال من الدليل الذي استدلوا به من القرون المفضلة أو من الأئمة الأربعة ؟! إن أول من فهم ذلك هم العبيديون الباطنيون الضالون المضلون كما نقله المقريزي في «خططه» (490/1)، والقلقشندي في «صُبْح الأعشى»(498/3) والسندوبي في «تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي»(69) ومحمد بخيت في «حسن الكلام» (44) وعلي فكري في «محاضراته» (84) وعلي محفوظ في «الإبداع» (ص:126).
الهوامش:
الهوامش:
[1] أخرجه مسلم (1162).
[2] الموافقات (3/72).
[3] الموافقات (3/77).
[4] الصارم المنكي (ص 313).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.