الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ هذه الزيادة في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن رُويت في بعض الأحاديث، إلا أنها كلها واهية لا تقوم بها حجة كما بيَّن لك أئمةُ الحديث؛ لذا فقد صرَّح جمعٌ من أهل العلم والتحقيق من الشافعية وغيرهم بأن هذه الزيادة بدعة محدثة.
قال الإمام الصيدلاني([1]) - رحمه الله -: (ومنَ الناسِ من يزيد: وارحمْ محمدًا وآل محمدٍ كما رحمتَ على آلِ إبراهيم، وربما يقول: كما ترحَّمْتَ على إبراهيم، قال: وهذا لم يُروَ)([2])، وهو غير فصيح، إذ لا يُقال: (رحمت عليه، بل رحمته)، وبأن الترحم فيه معنى التكلف والتصنع، فلا يحسن إطلاقه في حقِّ الله تعالى)، حكاه الإمام الرافعي وسكت عليه([3]).
وقال الإمام النووي - رحمه الله -: (وأما ما قاله بعضُ أصحابِنا، وابنُ أبي زيد المالكي([4])، من استحبابِ زيادةٍ على ذلك وهي: "وارحمْ محمدًا وآل محمدٍ"؛ فهذا بدعةٌ لا أصلَ لها)([5])، وقد بالغ الإمام أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه "شرح الترمذي" في إنكار ذلك، وتخطئة ابن أبي زيد في ذلك، وتجهيل فاعله، قال: (لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم علَّمنا كيفيةَ الصلاةِ عليه صلى الله عليه وسلم ، فالزيادة على ذلك اسقصارٌ لقولِه، واستدراكٌ عليه صلى الله عليه وسلم )([6]).
الهوامش
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.