أبو الوفا علي بن محمد بن عقيل العقيلي الحنبلي
كان صوفياً وصاحباً للغزالي ((وقعت له قضايا منها ترداده إلى أبي الوليد وأبي البيان شيخي المعتزلة، وكان يعظمهم ويترحم على الحلاج، ثم بعد ذلك أظهر التوبة , وكتب بخطه: إن الحلاج قتل بإجماع آلاف علماء المسلمين، وأصابوا في ذلك وأخطأ هو، و إني أستغفر الله تعالى وأتوب إليه من مخالطة المعتزلة والمبتدعة))[1].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((في يوم الخميس حادي عشر المحرم حضر إلى الديوان أبو الوفا علي بن محمد بن عقيل العقيلي الحنبلي، وقد كتب على نفسه كتابا، يتضمن توبته من الاعتزال، وأنه رجع عن اعتقاد كون الحلاج من أهل الحق والخير، وأنه قد رجع عن الجزء الذي عمله في ذلك، وأن الحلاج قد قتل بإجماع علماء أهل عصره على زندقته، وأنهم كانوا مصيبين في قتله وما رموه به، وهو مخطئ واشهد عليه جماعة من الكتاب، ورجع من الديوان إلى دار الشريف أبي جعفر فسلم عليه وصالحه واعتذر إليه فعظمه))[2].
وبعد أن خبر حال الصوفية قال: ((ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين , فهؤلاء (المتكلمون) يفسدون عقائد الناس بتوهمات شبهات العقول , وهؤلاء ـ المتصوفة ـ يفسدون الأعمال، ويهدمون قوانين الأديان. فالذي يقول: حدثني قلبي عن ربي فقد استغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد خبرت طريقة الفريقين فغاية هؤلاء ـ المتكلمين ـ الشك, وغاية هؤلاء ( المتصوفة ) الشطح))[3].
وقال رحمه الله: ((كفى الله شر هذه الطائفة الجامعة بين دهثمة في اللباس وطيبة في العيش وخداع بألفاظ معسولة ليس تحتها سوى إهمال التكليف وهجران الشرع، ولذلك خفّوا على القلوب، ولا دلالة على أنهم أرباب باطل أفضح من محبة طباع الدنيا لهم ؛ كمحبتهم أرباب اللهو والمغنيات))[4].
ونقل ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس في الباب العاشر قول ابن عقيل واصفاً الصوفية ورقصهم وغنائهم: ((إنما خدعكم الشيطان فصرتم عبيد شهواتكم ولم تقفوا حتى قلتم هذه الحقيقة وأنتم زنادقة في زي عباد شرهين في زي زهاد مشبهة تعتقدون أن الله عز وجل يُعشق ويُهام فيه ويؤلف ويؤنس به وبئس التوهم)).
وقال: ((والمتكلمون عندي خير من الصوفية لأن المتكلمين قد يزيلون الشك، والصوفية يوهمون التشبيه))[5].
وقال: ((إنما هم زنادقة جمعوا بين مدارع العمال، ومرقعات الصوف ... ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة حتى جاءت المتصوفة فجاؤا بوضع أهل الخلاعة))[6]
وقال: ((والناس يقولون: إذا أحب الله خراب بيت تاجر عاشر الصوفية. قال: وأنا أقول: وخراب دينه لأن الصوفية قد أجازوا لبس النساء الخرقة من الرجال الأجانب، فإذا حضروا السماع والطرب فربما جرى في خلال ذلك مغازلات واستخلاء بعض الأشخاص ببعض))[7]
[1] (المقصد الأرشد: 2ـ245)
[2] (البداية والنهاية: 12ـ105)
[3] ( تلبيس إبليس لابن الجوزي: 375 )
[4] (تلبيس إبليس لابن الجوزي: 374).
[5] ( المصدر السابق : 375 )
[6] ( المصدر السابق : 374 )
[7] (المصدر السابق: 376 ).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.