الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ رحمةِ الله للعالمين، وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ، إلى يوم الدِّين ثم أما بعد؛ مِنَ الأمورِ التِي تشبَّهَ المسلمون فيها بالكفارِ فِي هذا الوقتِ، وَضْعُهم بعضَ الأعيادِ وَالاحتفالاتِ المحدثةِ، وَالتِي تكونُ مُعَرَّضَةً للمحوِ وَالتغييرِ فِي كلِّ فترةٍ، لأنَّها مِنْ وَضْعِ البشرِ، وَليستْ تشريعًا مِنَ اللهِ، وَحسبَ ما تراه الدولُ وَحُكَّامُها.
فتتخذ بعضُ الحكوماتِ يومًا معينًا تجعلُه عيدًا بمناسبةِ ثورتِها أوْ استقلالِها، وَبعدَ أنْ يتغيرَ الحكمُ وَالحكومةُ بسببِ ثورةٍ أخرى يُجْعَلُ العيدُ وَالاحتفالُ فِي تاريخِ الثورةِ الجديدةِ، وَيُترك الاحتفالُ بالثورةِ الأولى، فهذِه الأعيادُ حسبَ رغبةِ مَنْ يضعُها، إنْ شاءَ استمرتْ، وَإنْ شاءَ عُطِّلَتْ، وَكَفى بذلك مهزلةً!!
وَأكثرُ البلدان الإسلامية فِي الوقتِ الحاضرِ تجدُ لها على الأقلِ عشرةَ أعيادٍ سنويةٍ فأكثر، مَع أنَّ أعيادَ المسلمين كمَا هوَ معروفٌ عيدانِ فقطْ: عيدُ الفِطْرِ، وَعيدُ الأضحَى، وَيُضافُ إليهمَا عيدُ الأسبوعِ وَهوَ يومُ الجمعةِ؛ فَمَنْ شَرَعَ الباقي؟! {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى: 21].
وَمِنَ الأمثلةِ على هذِه الأعياد: عيدُ النصرِ([1])، عيدُ العِلْمِ، عيدُ الأمِّ، عيدُ الثورةِ، عيدُ السلامِ، عيدُ الجلاءِ، عيدُ العمالِ، عيدُ الوحدةِ، عيدُ الأحزابِ، عيدُ الدستورِ .... إلى غيرِ ذلك.
العيدُ الذي تكادُ تتفقُ فيه كثيرٌ مِنَ البلدان فِي جميعِ أنحاءِ العالمِ هوَ العيدُ الوطني، أوْ عيدُ الاستقلالِ، أوْ عيدُ الجلوسِ، وَنحو ذلك.
وَيُقامُ فِي اليومِ الذي يوافقُ بدايةَ الحكمِ فِي كلِّ دولةٍ، أوْ بدايةَ استقلالِ الدولةِ عنْ حكمِ المستعمرين، ولاشكَّ أنَّ اتخاذَ مثلِ هذِه الأعيادِ وَالاحتفالاتِ بدعةٌ فِي نفسِه، وَمُحَرَّمٌ، وَشَرْعُ دينٍ لَمْ يأذنْ بِه اللهُ([2]).
الهوامش
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.