الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ لِبَنِيهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ، فَقَالَ: اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ، فَفَعَلَتْ؛ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ؛ فَغَفَرَ لَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ))([1]).
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: ((كيفَ تجدكَ؟))، قال: أرجو اللهَ يا رسول الله، وإني أخافُ ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطن، إلا أعطاه اللهُ ما يرجو وأمَّنه مما يخاف))([2]).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} فقلتُ: أَهُم الذين يشربون الخمرَ ويسرقون؟ قال: لَا يا بنت الصديقِ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يُقْبَلَ منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون))([3]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ خَافَ أدلجَ، ومن أدلج بلغَ المنزلَ، ألا إن سلعةَ اللهِ غالية، ألا إن سلعةَ اللهِ الجنة))([4]).
وهذا سيد الخائفين صلى الله عليه وسلم تقول عنه أُمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: ((فَقَدتُ رسولَ اللهِ ليلةً من الفراشِ، فالتمستُه، فَوَقَعَتْ يَدِي على بطنِ قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: اللهُمَّ أَعُوذُ برضاك من سَخَطِك، وبمعافاتَك من عقوبتَك، وَبِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نَفْسِكَ))([5]).
الهوامش:
الهوامش:
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.