الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فإن التالي لكتاب الله عز وجل يجد في كثير من الآيات الكريمات ذكر اسم من أسماء الله تبارك وتعالى، أو صفة من صفاته، وكذلك يجد المطالع للسنة المطهرة كثيرًا من الأحاديث الشريفة تشتمل على ذكر اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته العلى.
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتلون آيات الله عز وجل، ويتلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته المطهرة، ونحن نجزم أنهم كانوا يقرأون القرآن قراءة تدبر، وأنهم كانوا يفهمون معاني ما يتلون ويقرأون، لأنهم يتلونه ليعملوا به، فيحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويعملوا بمحكمه ويؤمنوا بمتشابهه.
وكذلك كان تلقيهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلقي فهم وتدبر، لأنهم متعبدون بالعمل بها كما هم متعبدون بالقرآن، ومن ذلك أسماء الله تعالى وصفاته، فهم يثبتون ما ورد في كتاب الله تعالى أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من اسماء الله تعالى وصفاته، من غير تأويل ولا تحريف ولا تعطيل.
الفرق بين الاسم والصفة:
إن كل اسم يتضمن صفة، ولا تتنافى اسمتيه مع وصفيته فالرحمن اسمه تعالى والرحمة صفته، والأسماء مشتقة من الصفات لأن الصفات مصادر الأسماء الحسنى، فكل اسم صفة، وليس كل صفة اسم، لأن بعض الصفات لا يشتق منها أسماء كبعض الصفات الذاتية، مثلًا: كاليد والعين، فلا يؤخذ منها أسماء.
والاسم: هو ما دل على ذات الله تعالى، مع صفات الكمال القائمة به، مثل: (العليم) فهو يدل على ذات الله تعالى وعلى ما قام به من العلم.
والصفة: نعت الكمال القائم بالذات الإلهية، مثل: (العلم، السمع، البصر، اليد، الرضا)، إذًا الاسم يدل على أمرين، أما الصفة فلا تدل إلا على أمر واحد.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.