الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فإن قواعد أسماء الله تعالى وصفاته هي:
1- أسماء الله تعالى كلها حسنى لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180] وصفاته سبحانه كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة والعلم، ومعنى (الحسنى): على وزن فعلى، أي المبالغة في الحسن غايته.
وهي أسماء وصفات بالغة في الحسن غايته، ووجه الحسن في أسماء الله تعالى من وجهين:
- لدلالتها على مسمى الله، فكانت حسنى لدلالتها على أحسن وأعظم وأجل وأقدس مسمى وهو الله عز وجل.
- لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالًا ولا تقديرًا، يقول ابن القيم: (أسماء الرب تبارك وتعالى دالة على صفات كماله، فهي مشتقة من الصفات، فهي أسماء وهي أوصاف، وبذلك كانت حسنى، إذ لو كانت ألفاظًا لا معاني فيها لم تكن حسنى ولا كانت دالة على مدح وكمال).
2- وصفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر وقد دل على هذا: السمع والعقل والفطرة:
- أما السمع: فمنه قوله تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل: 60]، والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.
- وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة، إما صفة كمال وإما صفة نقص، وصفة النقص باطلة بالنسبة إلى الرب سبحانه وتعالى الكامل المستحق للعبادة وحده، ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز، قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأحقاف: 5]، ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى فمعطي الكمال أولى به.
- وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟!
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.