الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ شبهةُ أنهم تمسكوا بالنصوصِ الدالةِ على فضلِ (لا إله إلا الله)، وفضلِ من قالها، وما يحصلُ له من النجاةِ والفوزِ والفلاحِ، وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من تكفيرِ أحدٍ من المسلمين ونسبته إلى الشرك، فهم جعلوا تلك النصوص الدالةَ على هذا المعنى مُسْتَمْسَكًا لهم فيما يقرونه من أعمال الشرك التي وقع فيها كثيرٌ من المسلمين، والإنكار على من ينكرُ تلك الأعمال بحجةِ أنه يكفِّر المسلمين، ويجني على من قال لا إله إلا الله.
الرد:
أولًا: ليس أهلُ السنةِ بحاجةٍ إلى المبتدعةِ في تذكيرهم بفضائل هذه الكلمةِ وفضائل أهلِها، كيف وشغلُهم الشاغلُ هو هذه الكلمة وبيانُ حقيقتِها والدعوةُ إلى سبيلها، والدفاعُ عن أهلها؟! ولكن، أكُلُّ من نطق بهذه الكلمةِ صارَ من أهلِها وإن عملَ ما عمل؟ هذا فراقُ بين أهلِ السُنة وبين المبتدعة.
ثانيًا: إن مجرد التلفظِ بكلمةِ التوحيدِ دون العملِ فهذا شأنُ المنافقين الذين لا يذكرون اللهَ إلا قليلًا، فهم يقولون (لا إله إلا الله) بل ويشهدون أن محمدًا رسولُ الله، ومع ذلك فهم في الدَّركِ الأسفل من النارِ، خالدين فيها أبدًا، وهذه الكلمةُ قائمةٌ على معنيين أساسيين هما ركناها؛ وهما: نفي جميع ما يُعْبَد من دون اللهِ تعالى كائنًا من كان، وإثباتُ العبادةِ لله تعالى وحده، فمن حقَّقَ معنى دون الآخر فلا حظَّ له بها.
ثالثًا: قال الشيخُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: »هؤلاء أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة؛ وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويؤذنون ويصلون، فإن قال إنهم يقولون: إن مسيلمةَ نبي، فقل: هذا هو المطلوب، إذ كان من رفعَ رجلًا إلى رتبةِ النبي صلى الله عليه وسلم كفرَ وحلَّ مالُه ودمُه، ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فكيف بمن رفعَ شمسان أو يوسف؟ أو صحابيًّا أو نبيًّا إلى مرتبةِ جبارِ السماوات والأرض، سبحان الله ما أعظم شأنه؛{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 59] « ([1]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.