الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن، وأنها السبع المثاني والقرآن العظيم، وأنها أمُّ القرآن، وأخبر أنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها؛ قال صلى الله عليه وسلم لأُبي بن كعب رضي الله عنه: ((أتحبُ أن أعلمكَ سورةً لم ينزلْ في التوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزبورِ ولا في القرآنِ مثلُها؟ قال: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيفَ تقرأُ في الصلاةِ؟ قال: أقرأ أُمَّ القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:والذي نفسِي بيدِه ما أُنْزِلَتْ في التوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها، وإنها سبعٌ من المثاني، والقرآن العظيم الذي أُعْطِيتُه))([1]).
ومع هذا؛ فلا يجوز أن تُخصص قراءتها بصفة معينة، أو لحاجة من الحاجات، فإن هذا يحتاج إلى دليل، فلا دليل هنا؛ لذا فإن ما يفعله بعض الناس من قراءة هذه السورة بنية كذا، أو لحاجة كذا، فلا أصل له في الشرع، وهو من البدع المحدثة في الدين.
قال الشيخ علي محفوظ في فصلٍ"في بدع الصوفية" قال: (ومن بدعتِهم قراءةُ الفاتحة بنية كذا، يفعلون ذلك عقبَ الفراغ من الذكرِ، ومنهم من يقولُ للحاضرين: الفاتحة على هذه النية من غيرِ بيان ما ينويه، فكلُّ هذا لم يُعرف عمن يُقتدى به)([2]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.