شبهة جواز التبرُّك بالنبي صلى الله عليه وسلم بحجة أمره عائشة بفتح كوة قبره عند الاستسقاء
يستدلُّ المبتدعة بجواز التبرُّك بالنبي صلى الله عليه وسلم بالاستدلالِ بأمر عائشة - رضي الله عنها - بفتح كوة القبر عند الاستسقاء([1]).
وذلك فيما رواه الدارمي عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله، قال: »قَحِطَ أهلُ المدينةِ قحطًا شديدًا، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كُوَى إلى السماءِ، حتى لا يكون بينه وبين السماءِ سقفٌ، قال: ففعلوا، فمُطِرْنَا مطرًا حتى نبتَ العشبُ، وسَمنَت الإبلُ حتى تفتقت من الشحمِ، فسُمي عامَ الفتقِ«([2]).
الرد:
أولًا: عدم صحة الخبر؛ فالإسناد به ثلاث علل: أولها ما في عمرو بن مالك النكري من جرح، قال ابن الصلاح - رحمه الله - في المختلطين: »والحكمُ فيهم أنه يُقْبَل حديثُ من أخذَ عنهم قبلَ الاختلاطِ، ولا يقُبل حديثُ من أخذَ عنهم بعد الاختلاطِ أو أُشْكِلَ أمرُه فلم يدرِ هل أَخذ عنه قبلَ الاختلاطِ أو بعده«([3])، وبناءً على ذلك فالخبر ضعيف لا يُحتج به([4]).
ثانيًا: أنه لم يكن في زمن عائشة - رضي الله عنها - كوة للحجرة؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: »ما رُوي عن عائشة - رضي الله عنها - من فتحِ الكوةِ من قبرِه إلى السماءِ لينزلَ المطرُ فليس بصحيحٍ، ولا يثبت إسنادُه«([5]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.