الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ يستدل المبتدعةُ على جوازِ صرفِ الركوعِ والسجودِ لغيرِ اللهِ، وذلك بتسميةِ السجودِ بغيرِ اسمه فهي حيلةُ العوامِ تبريرًا لسجودِهم لمشايخِهم، وووضعِهم رؤوسهم عند أرجلِهم، ويسمونه تحيةً واحترامًا للمشايخ، ونحو ذلك.
الرد:
أولًا: إن العبرةَ في الأشياءِ حقائقُها، والدلائلُ الصريحةُ التي تظهر منها، أما الأسماءُ والألقابُ فما أكثرها، بل وما ألطفها وأجملها، ولقد سمَّى المشركون شركَهم الصريحَ تقربًا إلى الله وزلفى إليه، وادعى فرعونُ أن محاربتَه موسى عليه الصلاة والسلام إنما هي حرصٌ على الدين، قال: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26].
ثانيًا: قال الإمامُ ابنُ القيم: «فجاء شيوخُ الضلالِ والمزاحمون للربوبيةِ الذين أساسُ مشيختِهم على الشركِ والبدعِ، فأرادوا من مريديهم أن يتعبدوا لهم، فزينوا لهم حلقَ رءوسِهم لهم كما زينوا لهم السجودَ لهم وسموه بغيرِ اسمِه، وقالوا هو وضعُ الرأسِ بين يدي الشيخ، وَلَعَمْرُ اللهِ إن السجود لله هو وضعُ الرأسِ بين يديه سبحانه»([1]).
ثالثًا: وإن استدلوا على أن هذا من بابِ الاحترامِ، وهو جائزٌ بدليلِ سجودِ الملائكةِ لآدم عليه السلام، وسجودِ يعقوبَ وولدِه ليوسفَ - عليهم السلام -، فهذه مخالفةٌ صريحةٌ، إذ النصوصُ دالةٌ في شريعتنا على النهي عن السجودِ لغيرِ الله تعالى مهما كان سبب السجودِ، ومهما كان المسجود له.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.