في تقريرٍ نشرَته مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكيَّة بعنوان (عُقول وقُلوب ودُولارات) نُشِر عام (2005م) ويهدف إلى استراتيجيَّة تدعى «الوصول إلى العالم الإسلامي» (Muslim World Outreach) وينصُّ التقرير على أنَّ الولايات المتَّحدة وحلفاءها لديهما مصلحة أمنيَّة قوميَّة لا فيما يحدث في العالم الإسلامي فقط وإنِّما فيما يحدث داخل الإسلام نفسه.
يقول التقرير في إحدى فقراته: (يعتقد الاستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصُّوفية بأفرعها العالميَّة قد تكون واحدًا من أفضل الأسلحة، فالصُّوفية بطرقها الباطنيَّة تمثل برأيهم توجهًا مناقضًا للطوائف الأصوليَّة كالوهَّابيَّة التي يمنع أشدُّ أئمتها تعصبًا «الموسيقى والرَّقص لا بل حتى الحبَّ الرومانسي»، ولكن الصُّوفية تعود، ولها اليوم عشرات ملايين من الأتباع المخلصين في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الغربيَّة، ناهيك عن مئات الملايين ممن يتَّبعون التقاليد الصُّوفية، وهناك صراعات حادَّة بين الوهَّابيين والصُّوفيين على الصَّعيد الأيديولوجي لفتت أنظار صُنَّاع السِّياسة الأمريكيَّة بشدَّة، وبينما لا يستطيع الرسميُّون الأمريكيون أن يقروا الصُّوفية علنًا، بسبب فصل الدين عن الدَّولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علنًا باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصُّوفية، وهناك بالمقابل مجموعة صُوفية في واشنطن نفسها تسعى لتعزيز العلاقة مع الإدارة الأمريكيَّة.
وتقول مديرة هذه المجموعة، واسمها هادية مير أحمدي: (الهدف يجب أن يكون الحفاظ على تلك الأشياء التي تُشكِّل النقيض الأيديولوجي للإسلام الجهادي).
ومن بين البنود المقترحة هنا: (استخدام المعونة الأمريكيَّة لترميم المزارات الصُّوفية
في الخارج والحفاظ على أو ترجمة مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها).
ونقلت المجلة الأمريكية عنهم أنَّ واشنطن قامت بتمويل محطات إذاعة إسلاميَّة وبرامج تليفزيونية ونظَّمت «دورات تعليمية» في المدارس البحثية وورش العمل السِّياسية للترويج للإسلام المعتدل في أكثر من (24) دولة إسلامية على الأقل.
كما سعت إلى ترميم المساجد وإنشاء المدارس الإسلامية من خلال المساعدات الأمريكية.
كما موَّلت الإدارة الأمريكية تدريب أئمة المساجد وعمليات ترميم مساجد وآثار إسلامية في (9) دول، منها: مِصـر وتركمانِستان وإندونيسيا وباكستان وقيرغيزستان وأوزبِكستان([1]).
إنها مخططات واضحة جليَّة ودراسات تعي ما تريد وتخطِّط لما تطرح بخطوات ثابتة، بل وتوصِي مثل هذه الدراسات بأن لا تقوم الولايات المتحدة بتدريب الأئمَّة المحليين في المساجد والمراكز الإسلامية لدعم الصُّوفية بنفسها، بل تموِّل في ذلك السُّلطات المحلية، على أن يتم بشكل موازٍ دعم التعليم العلماني في هذه المنطقة جنبًا إلى جنب مع تقديم مِنَح ماليَّة لترميم ورعاية الأضرِحَة الصُّوفية والعناية بالمخطوطات والتراث الثقافي الصوفي.
والخطوة الأكثر أهميَّة هي تعيين أئمة وخطباء مساجد، وتخصيص مناصب وزارية للمتعاطفين مع الصُّوفية بحيث يتم إعادة ترتيب الأدمغة التي «أفسدها» الأصوليون «قليلو البضاعة الفقهية».
إذًا: نحن أمام سيناريو يعيد إلى الأذهان الأسلوب السُّوفيتِي القديم الذي اعتمد على احتضان ما اصطلح على تسميته بإسلام السُّلطة (Official Islam) في مقابل ممارسات إسلاميَّة تخضع للمراقبة والمتابعة الأمنية تعيش تحت الأرض، سُمِّيَت في ذلك العهد بالإسلام السِّري أو الموازي (Parallel Islam)([2]).
في (16/10/1426هـ) حضر مولد البدوي السَّفير الأمريكي في القاهرة معلنًا إعجابه الشديد بعالم التَّصوف الإسلامي، لافتًا إلى ما تنطوي عليه الصُّوفية من تسامح، وما تجسِّده من قيم ومبادئ إسلاميَّة رفيعة مثل الحقِّ والخير والجمال!([3]).
وقد طلب السَّفير الأمريكي «فرنسيس ريتشارد دوني» مقابلة فضيلة الشَّيخ حسن الشنَّاوي شيخ مشايخ الطُّرق الصُّوفية، وقد تمت المقابلة في مقر المشيخة العامة بالحسين، وقد أوضح السَّفير الأمريكي اهتمامه بالتصُّوف منذ الصِّغر حيث تربَّى تربيةً صوفيةً مسيحيَّة على يد أحد القسَاوِسَة الكاثوليك الذين نهجوا منهج الاعتدال الدِّيني ونشـر السماحة والحب والإيمان بين مريديه([4]).
تقول وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشُّئون العالمية: (يجب أن نفكر خارج الإطار التقليدي ونوظِّف وسائل خلاَّقة للنُّهوض بالحرية الدينية، وهنا أُفكِّر في تمويل علماء مسلمين، أو أئمة، أو صلوات أخرى للمسلمين).
ويشرح مسئول بوزارة الخارجية المسألة بقوله: (إنَّنا نريد ضمَّ مزيد من علماء المسلمين إلى برامج التبادل الثقافي التي تمولها أمريكا... والهدف هو دعم أصوات التَّسامح في الدول الأخرى)([5]).
ذكرت صحيفة الوطن العربي أن السَّفير الأمريكي في المغرب العربي وزوجه حضـرا (السَّهرة الصُّوفية) التي أقامها في الرباط شيخ الطَّريقة البوتشيشية، وقد علق بعض الدبلوماسيين الغربيين على هذه الزيارة بقوله: (إنَّ إدارة الرئيس بوش باتت تنتهج أسلوبًا جديدًا في محاربة الإرهاب، يقوم على تشجيع واحتضان الإسلام المعتدل الذي تطلق عليه وزيرة الخارجية الأمريكية تعبيرًا بالإنجليزية إسلام لايت)([6]).
في (2/ 11/2007م) حضر السَّفير الأمريكي «ريتشارد دوني» مولد أحمد البدوي بطنطا، وصرَّح أثناء الزيارة عن استعداده للمكوث في طنطا بعد انتهاء عمله وإحالته إلى التقاعد، ليكون بالقرب من مكان المولد الذي يجمع بين شعور الحبّ والودّ والتلقائية والتسامح –بحسب زعمه-، وقد نقلت وسائل الإعلام أن السَّفير ريتشارد دوني «أخذ العهد» من أحد شيوخ الصُّوفية في مولد السَّيد البدوي، وهو مصطلحٌ يعني أنه أصبح من أتباع ذلك الشَّيخ أو من مريديه([7])!
وتقول وزيرة الخارجية البريطانية في صراحَة متناهية: (وتسعى الحكومة البريطانيَّة جاهدًة إلى استعمال القريبين منها من المسلمين، لضـرب أو لتهميش المتطرفين، أو منتقدي سياساتها).
وقد جرى الحديث في الأسابيع الأخيرة على توجُّه رسمي لإظهار التيَّارات الصُّوفيَّة والأحمدية على حساب المسلمين المعروفين بانتقاداتهم للحكومة، لاسيما في موضوع العراق وفلسطين([8]).
- تركيا الصُّوفية العلمانيَّة ومشروع الشَّرق الأوسط الكبير:
في (30/1/2004م) نشـرت صحيفة (يني شفق) التركيَّة خبرًا مفادَه أنَّ الرَّئيس الأمريكي (جورج بوش) عرض على رئيس الوزراء التُّركي (رجب طيِّب أردوغان) خلال استقباله في البيت الأبيض في (28/1/2004م) معالم المشروع الأمريكي الجديد لـ(الشَّرق الأوسط الكبير)، الذي يمتد من المغرب حتى إندونيسيا، مرورًا بجنوب آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز.
وحسب ما جاء في الصَّحيفة فإنَّ المشروع طبقًا لما عرضه الرئيس الأمريكي، جعل من تركيا عمودًا فقريًا، حيث تريد واشنطن منها أن تقوم بدورٍ محوريٍّ فيه، حيث تتولى التَّرويج لنموذجها الديمقراطي واعتدالها الدِّيني، لدرجة أن الرَّئيس الأمريكي اقترح أن تبادر تركيا إلى إرسال وعَّاظ وأئمة إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي لكي يتولوا التَّبشير بنموذج الاعتدال المطبق في بلادهم، وأن هذا النُّموذج هو الأصلح للتطبيق في العالم الإسلامي، ومن ثمَّ الأجدر بالتعميم لأسبابٍ ثلاثة:
أولها: أنَّه ملتزم بالعلمانية التي تهمِّش دور الدين إلى حدٍّ كبير، بل وتعارض أي دورٍ للدِّين في الحياة العامة.
السبب الثاني: أنَّ تركيا تَعتبِر نفسها جزءًا من الغرب، وموالاتها للولايات المتَّحدة ثابتة ولا شُبهة فيها، وبالتَّالي فهي تُعدُّ جزءًا من العائلة الغربيَّة، وتحتفظ مع العالم الإسلامي بعلاقات شكليَّة.
السبب الثالث: أنَّ تركيا لها علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، الأمر الذي يلقى ترحيبًا وتشجيعًا كبيرين من جانب واشنطن ودول الاتِّحاد الأوروبي([9]).
النموذج التركي.. الهدف.. كل هذه العوامل أسرعت بالدَّفع بخيار الحوار مع الإسلاميين المعتدلين في المنطقة إلى المقدِّمة، نموذج حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة رجب طيِّب أردوغان في طبعته العربية هو ما تحلُم الإدارة الأمريكية بتسييده في المنطقة([10]).
وفي تقرير (عُقول وقُلوب ودولارات) آنف الذكر يقرِّر أنَّه لا بدَّ من حلٍّ لمشكلة التيَّارات الإسلامية وأن هناك حلًّا للمشكلة أخذ يشق طريقه بمساندةٍ من الولايات المتَّحدة لإصلاحيين تجمعهم رابطة بالصُّوفية التي تُعتبَر فرعًا متسامحًا من فروع الإسلام([11]).
وتؤكِّد بعض التقارير (أنَّ هناك تطوراتٍ تشير إلى أنَّهم يبحثون عن ضالَّتهم في الجماعات الإسلاميَّة التُّركيَّة التي يغلب على معظمها الصِّبغة الصُّوفية بأشكالها المختلفة... واستنادًا لتقارير نشرتها بعض الصُّحف التُّركية خلال الأيام الأخيرة، فإن مسئولين من السَّفارة الأمريكية في أنقَرة، قاموا بزياراتٍ إلى بعض الجماعات الإسلامية والمؤسَّسات الخيريَّة لدراسة مدى شعبية ونفوذ كلِّ جماعة، وتُشير المصادر نفسها إلى أن الأمريكيين يعرضون على زعماء الجماعات التي يزورونها التَّعاون الاستراتيجي في نشر ما يسمى بـ(الإسلام المعتدل) في إطار مشروع الشَّرق الأوسط الكبير وتقديم الدَّعم المادِّي والسِّياسي لجماعاتهم وفتح مجال الدِّراسة لطلاَّبهم في الولايات المتحدة.
وفي تطور آخر زار رئيس الشُّئون الدِّينية التركيَّة (علي بارداك أوغلو) واشنطن في نهاية الشهر الماضي، وذكرت مصادر صحفيَّة أنَّه بحث مع الأمريكيين خلال زيارته سُبُل التَّعاون في تعميم النُّموذج التُّركي وطَلَب منه الأمريكيون خططًا ملموسةً بهذا الشأن. ويبدو أنَّ الأمريكيين اختاروا رئاسة الشُّئون الدِّينية التُّركية للتعاون في صناعة ما يسمُّونه بـ(الإسلام المعتدل)؛ لخبراتها وتجاربها في إماتة الرُّوح الإسلامية الفعَّالة وضبط المشاعر الدِّينية كمؤسسة رسميَّة خاضعة لنظامٍ علماني، وتسيطر على كافة الشُّئون الدِّينية في البلاد كالإفتاء وتعيين الأئمة والخطباء للمساجد ومدرسي القرآن وغير ذلك)([12]).
يقول «حسين باجسي» أستاذ العلاقات الدوليَّة بجامعة أنقرة: «إنَّ تركيا ترغب في أن تكون حاملة رسالة العالم الإسلامي إلى الغرب. وتعتقد الحكومة التركيَّة أنَّها تستطيع بالفعل أن تكون جسرًا يربط بين الشَّرق والغرب, وهذه هي سياستها الخارجيَّة»([13]).
وتذكر بعض التَّقارير أنَّ جماعة فتح الله كولن الصُّوفية بلغت قوتها ونفوذها الذي وصل إلى جمهوريات آسيا الوسطى ودول البلقان وحتَّى إلى بعض دول أفريقيا، بمساندة الدَّولة التُّركية ومباركة الإدارة الأمريكية لتتصدَّى الجماعة للتيَّارين المتنافسين في تلك الدُّول؛ الشِّيعي والسَّلفي (الوهَّابي كما يصفونه) كتيارٍ ثالث «إسلامي مُسالم» خليط بين العُنصـرية التُّركية والفكرة الصُّوفية([14]).
يقول فتح الله كولن: (عرفت الدنيا إسلام العرب والعجم، فلم يقعا موقع الإعجاب منها، ولكنها ستتعرف على إسلام الأتراك وسوف يعجبها)([15]).
([1]) انظر: الملحق الأسبوعي للعرب اليوم الأردنية في (25/4/2005م)، وانظر أيضًا: الطبعة الإلكترونية من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية العدد (25-4-2005م) Us news and world Report..
([3]) انظر: صحيفة الخليج "الإماراتية" الصادرة في (17/شوال/1426م) الموافق: (19/نوفمبر/2005م) العدد (9680). وانظر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في (16/شوال/1426هـ) وقد توالى حضوره في ذاك العيد البدعي بل انتسب للطريقة الأحمدية وصار مريدًا فيها !
([8]) وكالة قدس برس انترناشيونال في (14/نوفمبر)
http://www.qudspress.com/look/sarticle.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=1&NrArticle=5056&NrIssue=1&NrSection=3
([9]) صحيفة (يني شفق التركية) في (30/1/2004م) وانظر أيضًا:
http://abbc.net/Houidi/resister/turki.htm.
([10]) www.islamonline.net/Arabic/politics/ من مقال بعنوان "فزاعة" الإسلاميين.. حق الانتفاع ينتقل لواشنطن، من المعلوم لكل متابع التهافت الشديد من قبل السلطة في تركيا على الانضمام للاتحاد الأوروبي والذي بدوره استغل الفرصة وبدأ يملي شروطه على الحكومة التركية إلى درجة التدخل في القوانين التركية الداخلية.
فعندما نوقش قانون الجزاء التركي تم تعديله بحيث تحاكم المرأة إذا لجأ زوجها إلى المحاكم يتهمها بالزنا.. وعلى الفور صاح الأوروبيون وقالوا: هل ستدخلون الإسلام وأخلاقيات الإسلام في تشريعات دولة تطلب الانضمام إلى أوروبا! فسحبوا التعديل واعتذروا للأوروبيين.
بطاقة الهوية التي يحملها التركي تتضمن ديانة حاملها بذكر كونه مسلمًا أو غير ذلك.. وتدخل الأوروبيون مرة أخرى.. وطالبوا بحذف الدين من بطاقة الهوية.. وعندما استجابت الحكومة علق أحد النواب.. بأنهم لن يدخلوا إلى أوروبا إلا بعد أن ينتزعوا منا ديننا.
اجتمع رئيس الوزراء التركي مع مديري المصارف.. وعندما سأله مدير أحد المصارف الإسلامية عن الفائدة الربوية قال: هذا نظام عالمي لا بد من الالتزام به.
عندما خرجت مئات الألوف من الطالبات المحجبات في مظاهرات في جميع المدن التركية يطالبن بإعادتهن إلى مدارسهن وجامعاتهن باعتبار الحجاب حرية فردية وأمرًا دينيًّا.. لا يجوز أن تتدخل فيه الحكومة ..واعترض الجيش ..واعترضت أوروبا.. وقالا: الحجاب هو تعبير عن الهوية الإسلامية لا يمكن القبول به.. وعندما سئل رئيس الوزراء عن ذلك.. قال: ليست هذه من أولوياتنا.
بقيت بعض التعديلات طلبها الاتحاد الأوروبي ولم يوافق عليها إلى الآن رئيس الوزراء التركي وهي مقدار العقوبة التي يتحملها المعلم أو الأب إذا علم ابنه القرآن في البيت قبل أن يبلغ الحادية عشرة من عمره .. انظر: مجلة المجتمع العدد (1664) رجب (1426هـ) الموافق أغسطس (2005م).
([11]) الطبعة الإلكترونية من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية العدد (25-4-2005م)
Us news and world Report..
([12]) من مقال بعنوان: (ماذا وراء التقرب الأمريكي من الجماعات الصوفية في تركيا؟!) في (16-3-2004م) لإسماعيل باشا. إسلام أون لاين.
([13]) انظر: إيجال شليفر ـ كريستيان ساينس مونيتور ـ ترجمة: زينب كمال نقلًا عن http://www.islammemo.cc
([14]) http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID= 3496&keywords=الصوفية
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.