الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله حجب الشيطان عن السماوات لبعثته، قال الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات: 6 - 10].
وقال سبحانه وتعالى على لسان الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 8، 9].
روى الإمام الترمذي في جامعه والإمام أحمد في مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان الجن يسمعون الوحي فيستمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرا، فيكون ما سمعوا حقا، وما زادوا باطلا، وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان أحدهم لا يأتي مقعده إلا رمي بشهاب يخرق ما اصاب، فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هذا إلا من أمر قد حدث، فبث جنوده، فإذا هم بالنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بين جبلي نخلة[1]، فأتوه فأخبروه، فقال: هذا الحدث الذي حدث في الأرض"[2].
الهوامش:
[1] نخلة: هو موضع بالحجاز قريب من مكة، فيه نخل وزرع، انظر معجم البلدان (8/381).
[2] أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الجن، رقم (3613)، والإمام أحمد في مسنده، رقم الحديث (2482)، وانظر تفاصيل رمي الجن بالشهب قبل بعثة الرسول صلى الله علي وسلم وإسلامهم في كتابنا: اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون(1/154-163).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.