خاتم النبوة

بواسطة :- فريق إحسان | الخصائص التي فضل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء | 0 | الأحد 20-شعبان 1439 هـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فخاتم النبوة هو عبارة عن قطعة لحم ناتئة، عليها شعر عند كفته الأيسر صلى الله عليه وسلم حجمها قدر بيضة الحمامة[1]، وهذا الخاتم الضي يعرف بخاتم النبوة، هو علامة من علامته صلى الله عليه وسلم النبوية في الكتب السابقة، كما تدل على ذلك قصة بحيرا الراهب، وقصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه.

وهذا الخاتم لم يكن موجودا حين ولد صلى الله عليه وسلم وإنما تكون بعد الولادة، وأنه على الأصح كان بعد حادثة شق الصدر، وهو صغير صلى الله عليه وسلم[2].

قال العلماء: السر في وضع الخاتم عند كتفه الأيسر صلى الله عليه وسلم أن القلب في تلك الجهة، ولأنه صلى الله عليه وسلم معصوم من وسوسة الشيطان، وذلك الموضع يدخل منه الشيطان[3].

روى الإمام الترمذي في الشمائل بسند صحيح عن أبي نضرة العوقي، قال: سألت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني خاتم النبوة - فقال: كان في ظهره بضعة ناشزة[4].

وروى الشيخان في صحيحيهما عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زر الججلة[5].

وروى الإمام مسلم في صحيحه عن حابر بن سمرة رضي الله عنه قال: رأيت خاتما في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بيضة حمام[6].

روايات ضعيفة:

روى ابن حبان بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنه قال:" كان خاتم النبوة في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البندقة من لحم، عليه مكتوب محمد رسول الله"[7].

قال الحافظ في الفتح: وأما ما رود من أنها-يريد الخاتم-كانت كأثر محجم[8]، أو كالشامة السوداء، أو الخضراء، أو مكتوب عليها:" محمد رسول الله" أو "سر فأنت منصور"، أو نحو ذلك، فلم يثبت منها شيء، ولا تغتر بما وقع منها في صحيح ابن حبان، فإنه غفل حيث صحح ذلك، والله أعلم.
الهوامش:

[1] انظر: فتح الباري(7/254).

[2] انظر: فتح الباري(7/255).

[3] انظر: فتح الباري(7/256)، الروض الأنف(1/294)، صحيح مسلم بشرح النووي (8/80).

[4] بضعة ناشزة: أي قطعة لحم مرتفعة عن الجسم، انظر النهاية(5/48).

[5] قال الإمام النووي في شرح مسلم(15/80): الحجلة: واحدة الحجال، وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور.

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب خاتم النبوة، رقم الحديث(3541)، وأخرجه في كتاب المرضى، باب من ذهب بالصبي المريض ليدعى له، رقم (5670)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب إثبات خاتم النبوة وصفته، رقم (2345).

[6] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب إثبات خاتم النبوة، رقم (2345).

[7] أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب التاري، باب صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخباره، رقم الحديث (6302).

[8] المحجم كبسر الميم الآلة التي يجتمع فيها دم الحجامة عند المص، انظر: النهاية(1/335).