الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ يستدل المبتدعة بجواز الاستغاثة والتوسل بأصحاب القبور بحديث: ((إذا أَعْيَتْكُم الأمورُ فعليكُم بأصحابِ القبورِ))، وما كان في معناه([1]).
الرد:
أولًا: هذا الحديث موضوع، لم يُرو في شيءٍ من كُتب السنة.
ثانيًا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وما يرويه بعضُ الناسِ من أنه قال: ((إذا تحيرتُم في الأمورِ فاستعينوا بأهلِ القبورِ)) أو نحو هذا، فهو كلامٌ موضوعٌ مكذوبٌ باتفاقِ العلماءِ)([2]).
ثالثًا: وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: (ومنها - أي مما أوقع عبَّاد القبور في الافتتان بها - أحاديثُ مكذوبة مُخْتَلَقَة وضعها أشباه عبَّادِ الأصنامِ من المقابرية على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تناقضُ دينَه وما جاء به؛ كحديث: ((إذا أَعْيَتْكُم الأمورُ فعليكُم بأصحابِ القبورِ))، وحديث: ((لو أحسنَ أحدُكم ظنَّه بحَجَرٍ نَفَعَه))، وأمثالُ هذه الأحاديث التي هي مناقضةٌ لدينِ الإسلامِ، وَضَعَها المشركون، وراجت على أشباهِهم من الجهَّالِ الضلَّالِ، واللهُ بعثَ رسولَه صلى الله عليه وسلم يقتل من حَسُنَ ظنُّه بالأحجار، وجَنَّبَ أمته الفتنةَ بالقبورِ بكلِّ طريقٍ)([3]).
الهوامش:
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.