الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ثم أما بعد؛ فمِنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أَنَّ اللهَ تعالى تَكَفَّلَ بإظهارِ دينِه على جميعِ الأديان، قَالَ اللهُ تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].
قَالَ الحافظُ ابنُ كثير في تفسيرِه: (الهُدَى: هوَ مَا جاءَ بِهِ مِنَ الإخباراتِ الصادقةِ، والإيمانِ الصحيحِ، والعلمِ النافعِ، ودينُ الحقِّ: هيَ الأعمالُ الصالحةُ الصحيحةُ النافعةُ فِي الدنيا والآخرةِ)([1]).
وروى الإمامُ أحمد في مسندِه بسندٍ صحيحٍ على شرطِ مسلم، عَنْ تميم بن أوس الداري - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: قَالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ هَذَا الدِّينَ، يُعِزُّ عَزِيزًا وَيُذِلُّ ذَلِيلًا، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْر))، وكانَ تميم الدَّاري يقولُ: (قَدْ عرفتُ ذلكَ في أهلِ بيتي، لقدْ أصابَ مَنْ أسلمَ منهم الخيرُ والشَّرَفُ والعزُّ، ولقدْ أصابَ مَنْ كَانَ منهم كافرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ والجِزْيةُ)([2]).
وروى الإمامُ أحمد في مسندِه بسندٍ صحيحٍ عَنْ المقدادِ بن عمرو - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: قَالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((لا يَبْقَى على ظَهْرِ الأرضِ بَيْتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ؛ إلا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الإسلامِ، بعِزِّ عزيزٍ وذُلِّ ذليلٍ: إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ فيَجْعَلُهُم من أهلِها، أو يُذِلُّهُم فيَدِينُونَ لها))([3])، قالَ الإمامُ السندي: (أي إمَّا أَنْ يُسْلِمَ، أوْ يعطي الجزيةَ)([4]).
الهوامش:
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.